الفحيلة 

للفحيلة تاريخ يطول الحديث عنه 

سنبدء رحلتنا بالتعريف عن الفحيلة من خلال كتابات شاعرها المرحوم الاستاذمنيرالبوفي منقولة من صفحة الاستاذ جورج محو

سنقوم بقراءه لديوان الأستاذ الشاعر المرحوم منير البوفي رحمه الله .

اسم الديوان (جنى) المجموعه الشعريه الكامله للشاعر…وهي عباره عن مجموعة قصائد من روائع الشعر للمذكور آنفا.

والذي يضم :

قصائد غزل_ قصائد للوطن _ أشعار في مناسبات عائليه _ ومرثيات_ وقصائد أخرى .

قصيدة السلسبيل العذب في عام ١٩٦٢نذكر منها :

عام مضى وخيال سابح دنف

والشوق أشرعة والقلب ربان

ولا أنسج أحلامي منمقة

لها من الحب آفاق وأكوان

لله مافي بفؤادي من هوى وتقى

وبالمحبة بعد الله إيمان

هي الحياة بأهليها محببة

وإن بعدت فلا كانت ولا كانوا

أما في قصيدة :

….خمرة الروح …

حدثيني عن الهوى ياخزامى

حدثيني فلن أمل الكلاما

حدثيني ففي ربى كل حرف

يورق الحب يا نعا..يتسامى

إن هذا الحديث خمر لروحي

فيه سكري وما سواك الندامى

جرعيني من خمرة الحب أهدي

لك روحي ونشوتي والمداما

لك أنت سجدت في معبد الحب

فكنت آلهتي ياخزامى

وفي قسم الغزل أيضا وبقصيدته :

( الفستان الزهري )

ف دفنت قلبي فيك منتشيا

بالفخر بالأضواء بالخمر

قلبي الذي سيرته نتفا

متشوقا في الوصل والهجر

فجعلتني بالرغم من كبري

متعبدا للحب الطهر

ويتحفنا بأبيات جميله في قصيدة أسماها:

(لاعاش من لايفتدي )

ل الخمر …ل الأضواء ل الزهر المخصب

في الخدود

ل المخمل …الوردي …للجسم المغلف

بالورود

ل الشفة اللمياء…للثوب الشفيف

على النهود .

قلبي وما ملكت يدي

لا عاش من لا يفتدي

أما في قصيدة (حلم )

كتب ما رآه بالحلم من جميل الصور وأبلغ الكلام في الحب :

رأيتك إلهة

من حكمة ونور

جوهرها المحبه

وألف ألف عابد

ل يحرقوا البخور

بريئة لا تعرف الغزل…ولا القبل

وحرت هل ألثم فاك …أم يديك

وأيها الجميل ؟

فكلك جمال وكذلك الجدير بالقبل

زودت لو غمرتك بقبلة

تضم كل ما حوى الجمال

وفي القسم الثاني من الديوان والذي حصره

تحت باب(قصائد وطنيه واجتماعية )

وتحت عنوان :حنين ونبضات قلب

تتضمن اروع القصائد وأصدقها ومنها ماورد من أبيات للوطن_للفحيله بعد غياب اربع سنين في أمريكا الشماليه :

لقيتك بعد خمس موحشات

الآن النفس غماواكتئابا

بأرض يندر الأعراب فيها

وكم عانيت كربا واغترابا

أسائل كل ذي وجه صبوح

عن الأحباب لا القى جوابا

فرحت ل لهفتي ولفرط شوقي

لأرض الأهل أحتضن الترابا

تدر ربوعها زيتا وخمرا

وكانت قبل فقرا أو يبابا

ولم تغب الشام عن عقل وفكر وروح وخاطر شاعرنا حيث قال:

قد عدت للشام أستجدي حنان هدى

مضت عليه ليالي البعد واندثرا

ألوب عن ترف قلبي في مساربها

وما رأيت لأتراب الصبا أثرا

ودائما يفتقد الكثير من الأهل والأصحاب الذين انتقلوا إلى الدار الآخرة خلال غربته .

ووصف فيروزه بقصيده سماها زهرة البلدان

وقصيده لسوريا سماها موطن العز ويأسف لما أصابها بسبب الحوادث المؤلمه من عام ٢٠١١_٢٠١٥

وقصائد عن الميلاد المجيد والقيامه السعيد وعن اللقاء الروحي لرجال الدين السريان في كاليفورنيا عام ٣٠١٣.

وخص الام بأبيات من ذهب في عيدها:

لك فيض المحبة والتهاني

من الأعماق يبديها لساني

لك مني الوفاء طول عمري

لك آيات شكري وامتناني

سهرت ل راحتي طول الليالي

مصابرة لأشعر بالأمان

وفي باب المناسبات والأفراح :

خاطب الأولاد والأحفاد في العيد وهنأ بزفاف الأصدقاء والأقارب وكتب بزفاف الأستاذ موسى سعدون البوفي :

إذا موسى تلاقى مع منال

تقابلت الغزالة بالغزال

جمال في الملامح والمزايا

ونبل في المناقب والخصال وبمناسبة زفاف ابنه حسام :

يافرحة بت طول العمر أرقبها

والشوق يدفعني للسكر والطرب

أرى وحيدي عريسا شامخا ابدا

كغصن بان خطيل ناعم رطب

يارب ظلل مدى الأيام بيتهما

وصنهما من عوادي الدهر والنوب

وتحت باب قصائد ومناسبات وطنيه

كتب قصائد:

لصوص البترول _وجلق الشام_الشهداء_فيروزه المجد_مجد الشام

إلى الفحيله_تحية الشبيبه_المعلم صانع الثوره_عطاء نيسان .

وفي قسم المراثي (أنة قلب) حيث سئل أعرابي مابال مراثيكم أصدق أشعاركم ؟

فأجاب:لأننا نقول وقلوبنا تحترق .

وبدأ فصل المراثي بقصيدة واحسرتي التي كتبت على ضريح الأخت المرحومة كحلة ثم بعدها قصيدة. شهيد الطائفية. في رثاء الأخ الأصغر موسى الذي فقد في لبنان أثناء الحرب الطائفية وهو في مقتبل العمر قائلاً:

جللا كان المصاب

حين وافته المنية

صرعته الهمجيه

وهو في سن الشباب

إلى أن قال

كيف وافتك المنيه

برصاص من جنود الهمجيه

أم تمزقت بانياب البشريه

……..

قتلوا فيك الشباب

وإذابوا شمعة النور المضاء

فإلى دار الخلود وإلى دار البقاء

مع جموع الأنقياء والأنبياء

ولنا بعض العزاء

انك مت كريما كوفاة الشهداء

بعدها قصيدة لهيب الدموع في رثاء الغالي تامر البوفي .

ولسوف يسكنك المسيح بعطفه

دار النعيم وواسع الجنات

ولسوف تلقانا بكل بشاشة

يوم النسور مع المسيح الآتي

وقصيدة غيمة الحزن في رثاء الأخ عبد الكريم البوفي .

فاهنأ بجيرة رب المجد مفترشا

دار تخلد أبرارا واطهارا

حياك ربي جنان الخلد فانفتحت

لدى قدوم أبوابا وأسوار

وقصيدة البلبل الغريد في رثاء الحبيب اسعد :

فاضت دموع الحزن في الاجفان

وتحدرت لتكرر الأگفان

لفت جثامين الغوالي إخوتي

حتى كأنهم مرور ثواني

ولقد فجعت بهم بوقت موجز

إذ فارقوا الدنيا بغير أوان

وبقيت فردا بعد سبعة إخوة

إنهت وجودهم يد الحدثان

وتعيش في كنف الخلود منعما

عند المسيح لدى المجيء الثاني

وقصيدة دمعه على الفقيد منير عبد النور من ثم قصيدة النسر الصريع في رثاء الشهيد النقيب الطيار موسى جربندي من الحفر والتي نشرنا أغلب أبياتها في تموز ٢٠٢١

وقصيدة توأم الروح والتي ترثي فيها الصديق والزميل الشهيد عبدو عكاري.

وقصيدة الحزن المعتق في اربعين المرحومه فاديا عسكر

والقصيدة المؤثره بعنوان دمعه على الراحلين المرحومين ابراهيم عبدو بركات وابنته يارا وزوجها إلياس وطفلها سيدراك .

وقصيدة ابوالعلوم في رثاء الأستاذ الكبير أستاذنا المرحوم المربي فاضل الحوراني :

واها لجسم سقيم هده التعب

وقد تغلغل في أوصالها الوصل

فلا الجوانح رفت بعد سكنتها

ولا الجوارح للآلام تضطرب

لقد هوى النسر من علياء رفعته

وقد تملكه الإعياء والتعب

كل الانام حصاد الموت مذ ولدوا

لا مأبق من حمام الموت يرتقب

كل المنابر قد أعلت فصاحته

إذ ألقيت فوق عيدان لها الخطب

فكل فاعل خير داره عدن

وكل فاعل شر بيته اللهب

لك النعيم ما أسلفت من عمل

ثوابت عند رب المجد محتسب

ولابد أن. نذكر قصيدة رفيق الساحة التي رثى فيها زميله المدرس إلياس النعيم .وقصيدة (ما أزف الرحيل )في رثاء المربي الفاضل عبد الكريم الحصري :

ابا غسان ما آن الرحيل

وياذا البدر ماحان الأفول

بدار تكثر الأرزاء فيها

ولا يجدي التفجع والعويل

وهذي الدار ليست دار خلد

خلود المرء فيها مستحيل

نذرت لخدمة الأجيال عمرا

فكان النهج وانكشف السبيل

هدايتك السبيل إلى المعالي

تنير دروبهم انت الرسول

ويختم ديوانه بقصيدة الفارس المجلي في رثاء الشاعر الكبير نزار قباني :

ويح قلبي نهب المنون نزار

ويح نفسي وكيف شط المزار

رب قول أمضى من السيف حدا

نير الفكر ما عليه غبار

لهف نفسي على نبوغ توارى

عرفته الأقطار والأمصار

لم يبالي في قولة الحق سيفا

رغم أن السيوف حدب مثار

هكذا موقف الكبار شموخ

وسمو وعزة وافتخر.

لقد كتبت وعرضت وقدمت ما أستطعت في تكريم شاعرنا المرحوم الأستاذ منير البوفي وبشكل مختصر تقدمة مني لروحه الطاهره ولإبنته السيده الفاضله سهير منير البوفي ضاحي …زوجة إبن عمنا كمال فواز ضاحي ( ابن عمنا المرحوم الخوري انطون مطانس ضاحي من زيدل )

وذلك ردا على هديتها لي ديوان (جنى )ل المرحوم والدها والتذكير به رغم أن كل من يعرفه لابد وأنه يذكره لعلمه وأدبه وشعره ووفائه ومودته وحبه لوطنه سوريا الحبيبه وبلدته الفحيله ولكل من تربطه به صداقه أو قرابه أو حتى معرفه