صدد
صدد بلدة قديمة العهد أورد موسى الكليم ذكرها في الكتاب المقدس بقوله : … ومن جبل هور ( حيث توفي هرون ) ترسمون إلى مدخل حماة . وتكون مخارج التخم إلى صدد. (العدد 34:8 )
وقال حزقيال النبي : هذا هو حد الأرض …. في ناحية الشمال من البحر العظيم طريق حثلون حتى الوصول إلى صدد ( حزقيال 47 : 15 )
فمن نص الكتاب المقدس يتضح أن صدد كانت ملكاً لآرام جد السريان ولم يكن لليهود أي علاقة بها لأنها كانت ضمن أرض كنعان . وقد سكنها منذ أقدم العصور شعب سرياني عرف بغلوه بمعتقده وجنسيته وتشبثه بعقيدته وعاداته .
كما جاء في قاموس الكتاب المقدس : (( صدد اسم سامي ربما كان معناه ( جانب الجبل ) وهو موقع وربما كان برجاً إلى الحدود الشمالية لكنعان ، وظن أكثرهم أنها صدد الحالية التي تبعد 75 ميلاً إلى الشمال الشرقي من دمشق و 35 ميلاً إلى الجنوب الشرقي من حمص على طريق ربلة إلى تدمر ، والمسيحيون هناك من السريان الأرثوذكس )) .
وقال عنها ابن الأثير : (( هي قرية في طرف البرية عند حمص )) .
وقال عنها ابن العديم : (( تقع صدد في نقطة تلاقي طرقات كثيرة هامة وهي بين سلمية والشام وقد جاء ذكرها في التوراة ، فهي قديمة يسكنها النصارى )) .
ويقول رينيه دوسو : (( نقترح أن ندعو saltatha صدد ولا يمكن أن نثبت بأن صدد هي دانوبا كقول مورتيز . وإن صدد عقدة طرقات في غاية الأهمية . وهذه القرية بكاملها مسيحية ))
وفي اللؤلؤ المنثور للبطريرك أفرام الأول برصوم ( 1957+ ) : (( صدد بُـليدة قديمة جنوبي شرقي حمص على طريق دمشق مرحلة يوم عنها ، آهلة بنحو أربعة آلاف نفس من السريان ))
ديـانـة صــدد الـقـديمــة :
عبد الآراميون الأصنام قبل المسيحية ، وكان للإله حدد ( إله الآراميين ) معابد كثيرة في مدن سورية ، وفي لبنان . وأهم معبد له ولزوجته آتارغاتس في هيرابوليس ( بلدة منبج اليوم في محافظة حلب ) ، و كان معبد (حدد عزر ) في دمشق أشهر من نار على علم في العالم القديم ثم بنيت مكانه كنيسة فخمة ولما دخل المسلمون إلى بلاد الشام تحول إلى الجامع الأموي المشهور عالمياً .
وكان في صدد معبد وثني ، بنيت على أنقاضه كنيسة الشهيد مار جرجس .
الديانة المسيحية في صدد :
يخبرنا سفر ( أعمال الرسل 8 : 14 ) أن بطرس الرسول ويوحنا الإنجيلي قد بشرا في حمص وبثوا فيها التعاليم المسيحية . لا ننسى ( ميلا ) أحد المبشرين السبعين الذي بشّر في حمص وحماة وبعلبك والرستن واستشهد دفاعاً عن الدين القويم في شيزر .
وانتقلت الديانة المسيحية من حمـص إلى صــدد وساعد عل ذلك ارتباطها بها تجارياً وإدارياً . ثم أصبح يطلق على من اعتنق المسيحية من الآراميين اسم سريان فأصبحت لفظة السرياني مرادفة للفظة مسيحي وأصبح للاسم القديم ( أي الآراميين ) مدلول وثني غير مستحب في عقول المسيحيين فتجنبه المسيحيون منذ ذلك الحين .
أما من ناحية المذهب فأهل صدد يخضعون للكرسي الأنطاكي ، فهم سريان أرثوذكس ، متمسكين بعقيدتهم لأبعد الحدود ويضرب بهم المثل في التشدد فيقال عنهم ( سريان صدديون ) .
جاء في كتاب زفرات القلوب للخوري عيسى أسعد الحمصي ص 98 : (( وقفت هذه القرية ( صدد ) في وجه العواصف الدينية وثبت أهلها على اعتقادهم رغم ضغط الهاجريين ، كما لم يزحزحهم عن سريانيتهم استيلاء الروم على سورية مدة طويلة )) .
ويقول أيضاً في ص 99 : (( وأصل السريان الموجودين الآن في سورية يرجع إلى صدد لذلك يدعون ( أي السريان ) صدديين )) .
الأسر اللبنانية التي تنحدر من أصل صددي
يذكر دي طرازي أعلام لبنان المنحدرين من أسر نبتت أصولها في صدد ونزحت عنها بين أوائل القرن الثالث عشر ومطلع القرن السادس عشر لاضطراب حبل الأمن ولأن لبنان كان أكثر أماناً ونجد في تلك الأسر سلسة طويلة ضمن حلقاتها أحبار وجهابذة ، ونخبة من أعيان لبنان وهذه الأسر هي :
أسرة شاهين المشروقي : تنتمي إلى طائفة الحصارنة في صدد وفروعها متعددة في لبنان ومنها : فرع السمعاني ، وعواد ، ومسعد ، وشدياق ، وفرحات ، ومطر ، والحاج .وقد نشأ من فروع هذه الأسرة أربعة بطاركة من العلماء والأدباء والمؤلفين ، منهم المطران شمعون السمعاني ( 1687 – 1768 ) مطران صور من عائلة حصرونية .
لا آل اليازجي : لا تزال أصول هذه الأسرة إلى يومنا هذا في كل من صــدد و زيدل و النبك ومع أن (الشيخ عيسى اسكندر المعلوف) قد قال في تاريخ المشايخ اليازجيين وأصهارهم ، أنهم حورانيو الأصل ، وافوا من حمص في القرن الـ 15 ثم انتشروا إلى مرمريتا ودمشق وحصن الأكراد ووادي التيم في لبنان : ……. وفي أواخر القرن السابع عشر جاء من حمص إلى غربي لبنان سعد اليازجي ، وسعد ولد جنبلاط ، وجنبلاط ولد ناصيف ، وناصيف ولد عبدالله ، وعبدالله ولد الشيخ ناصيف ( 1800 – 1870 ) والشيخ ناصيف ولد الشيخ ابراهيم .
إلا أن الأب اسحق أرملة نفى هذا القول في(كتاب تاريخ دير الشرفة )بقوله :
(( فقد يتاح لنا أن نستنتج من كلام المؤرخ أن أسرة يازجي السريانية وأسرة يازجي الرومية ، تنحدران كلتاهما من جدٍ واحد ، ودليلنا على ذلك ما يلي :
1-تقرير شيوخ آل اليازجي في وادي التيم أن أصلهم من صدد لا من حوران .
2-أن اسم عبد الله والد الشيخ ناصيف ، واسم الشيخ ابراهيم نجله محفوظان في أسرة آل يازجي السريانية .))
وأكبر دليل على ذلك نراه في اسم الأسقف ابراهيم بن عبدالله اليازجي التي دامت رئاسته الروحية من ( 1774 – 1796 ) وهو الذي رسم الأيقونات الجميلة على جدران كنيسة مار سركيس وباخص وكنيسة مار جرجس في صدد .
واسرة الدويهي : فروعها كثيرة في لبنان بقي منها أرومات في صدد وهم : أسرة عبيد ، حبلص ، تادرس ، وهبة ، شحادة ، قرقور
وقد أنجبت أسرة الدويهي من مختلف فروعها ثلاثة بطاركة ، وواحد وعشرين مطراناً ، وأدباء وعلماء وكتّاباً .
اسرة الدبس : و منها خرج المطران يوسف الدبس مؤلف تاريخ سورية في ثمانية مجلدات .
أسرة ال ثابت : التي تمت بالنسب إلى أسرة شاهين المشروقي الصددية وقد تولى الدكتور أيوب ثابت رئاسة الدولة اللبنانية في عهد الانتداب الفرنسي عام 1943 .
أسرة ستيتة – أسرة الحاج حسن _ أسرة شْقير _ وأسرة آل عطشة _أسرة زوين – أسرة آل الصدي _ أسرة طراد ، وبسّول ، وخضير ، وقشوع ، والكرملي ، وبركات وكساب ومخلوف وعجرم و رفّول وقزّي وغيرهم .
المصدر : موقع زيدل
روابط اخرى تروي مختصر تاريخ صدد : صفحة السريان الاشوريين fb